المشاركات الشائعة

الخميس، 16 أغسطس 2012

الوحدة العربية (لسة ما جاش وقتها)



وحدة الشعوب غالبا ما كانت تأتي (وفقاً للتاريخ) بعدما تمر بمآزق مضنية ومآسٍ تقسم الظهر.. وغالبا ما كانت تضع الشعوب آمالها على عاتق من يثقون فيه كمحقق لتلك الآمال... واليوم باتت كافة الشعوب على صلة ببعضها البعض عبر وسائل الاتصال الإلكترونية... 

ولكننا لسنا بصدد التوحد حول رجل واحد يجمع شتاتنا كشعوب على امتداد الوطن العربي بخوض معارك هنا وهناك.. إذ أن الوحدة لن تأتي في عصرنا هذا إلا بطريق واحد وهو أن نتحد جميعا على حلم واحد ونبدأ جميعاً في التحرك نحو تحقيقه.. 

لقد وضع الله منهجا للحياة تسير به، ولم يكتب النجاح لمن آمن به فقط.. ولكن كتبه وكفله لمن انتهج هذا المنهج وهو العمل الجاد والإخلاص فيه وبذل كل الجهد من أجل تحقيق الهدف.. ومن سلك هذا النهج سواء كان مؤمنا أو كافر سيحقق هدفه وينجح في تحقيقه والرقي بمن حوله... نحن فقط نؤمن منذ أمد بعيد بأن الحاكم يجب طاعته دوما.. ولكننا نغفل أننا نزداد جهل
ا وفقرا ومرضا وتخلفا لأننا نترك الحاكم سنوات في انتظار تحقيقه الرفاهية لنا وأن يحفظ لنا رزقنا ونغفل ونجهل أننا بمقدورنا أن نقيله من منصبه وأن نجعله أشد فقرا من أشد الفقراء بيننا.... نحن الذين نعطي الحاكم ما هو فيه من صلاح أو من طلاح...

وسنظل هكذا راضخين تحت وطأة الفقر والجهل والمرض والتخلف والتأخر ما لم نقم ونقف معاً لتحقيق حلمنا معاً بأن نكون أمة لا تبحث عن قوت يومها ورفاهيتها إلا بعد أن تحقق لنفسها كأمة وشعب واحد الحقوق الكاملة في الحياة والتقدم والتطور.. ثم نأتي لنهتم بعد ذلك بما نأكله ونرتديه ونمتطيه... 

مازلنا عاجزين عن إيجاد الحلم الذي لا نختلف عليه لنسير نحو تحقيقه... وإلى أن نجد هذا الحلم ونجتمع عليه فسنظل في جهلنا وفقرنا ومرضنا، سنظل نواجه هؤلاء الذين يقيمون الحجة علينا أمام الله في الطرقات كلما رأيناهم ينامون في الشوارع ويفترشون الأرصفة ويمدون يد الحاجة بالذل والهوان، سنظل نتلقى طعنات خيانتنا لهؤلاء الأطفال المشردين في الشوارع وببجاحة العاهرات ننظر لهم باشمئزاز وبجهل المتكبرين نلفظهم عنا إذا ما اقتربوا منا يطلبون ما شاءوا وإن كان القليل... 

لهم حق في رقابنا
ولنا وزر مادمنا شعرنا بهم إن لم نتولى أمرهم (سواء المشردين أو الحكام)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق